السبت، 30 أبريل 2022

وحش الوادي


ماري هي فتاة شابة كانت تعيش مع جدتها في منزل صغير في منطقة نائية، بعيدة عن الحضارة والناس. كانت تحب جدتها كثيرا وتساعدها في الأعمال المنزلية والزراعية. لم تكن تشعر بالوحدة أو الملل، فكانت تستمتع بالطبيعة الخلابة والهواء النقي والحيوانات الأليفة.

لكن هناك شيء واحد كان يزعجها ويخيفها في كل ليلة. كان صوت صراخ مخيف يصدر من الواد القريب من منزلهم، يبدو وكأنه صوت مخلوق غريب لا يشبه الإنسان ولا الحيوان. كان الصوت يستمر لساعات طويلة، ثم يختفي فجأة قبل طلوع الشمس.

ماري كانت تسأل جدتها عن هذا الصوت، لكن جدتها كانت تجيبها بأنه لا شيء مهم، وأنه عليها أن تغطي أذنيها بالوسادة وتنام بسلام. كانت تقول لها أن هذا الصوت يأتي منذ زمن بعيد، وأنه لا يضر أحدا مادام لا يقترب منه.

ولكن ماري لم تكن راضية عن هذه الإجابة، فكانت تشعر بفضول شديد لمعرفة مصدر هذا الصوت، وما هو هذا المخلوق الذي يثير الرعب في قلبها. فقررت في أحد الأيام أن تستكشف الواد بمفردها، دون علم جدتها.

أخذت ماري مصباح يدوي، وانطلقت نحو الواد في ساعة متأخرة من الليل. كان الظلام حالكا، والصمت مخيما، إلا من صوت صراخ المخلوق المستمر. اقتربت ماري من حافة الواد، وأضاءت المصباح نحو أسفل. فإذا بها ترى شيئا لم تصدق عيناها.

كان هناك مخلوق مخيف شكله مزيج بين الإنسان والحيوان، يقف على رجلين، لكن جسده مغطى بالفرو. كان يصرخ بصوت عالٍ ومؤلم، وكأنه يعاني من شيء. رأى مصباح ماري، فالتفت نحوها بعينين حمراوتين، فصدر منه نهيق مخيف. انفجرت ماري بالصراخ، وأسقطت المصباح من يدها. حاولت الركض بعيدا، لكنها تعثرت وسقطت على الأرض.

ولم تستطع أن تصدق ما رأته بعد ذلك. فإذا بهذا المخلوق يختفي في الأرض، كأنه لم يكن هناك. شعرت ماري بالذعر والدهشة، ولم تستطع أن تفهم ما حدث. هل كان هذا حقيقة أم خيال؟ هل كان هذا المخلوق حقيقي أم هلاوس؟ 

نهضت ماري وبدأت في الركض وهي تلتفت خلفها خوفا من ان يكون ذلك المخلوق يطاردها حتى وصلت إلى منزل جدتها. دخلت إلى غرفتها، ولفت نفسها بالغطاء وهي ترتعش. لم تستطع أن تنام، فقد كانت صورة ذلك المخلوق عالقة برأسها.

في الصباح التالي، استيقظت ماري على صداع شديد وحرارة عالية. شعرت بالضعف والمرض. دخلت جدتها إلى غرفتها، وشعرت بالقلق على حالة حفيدتها. سألتها عن سبب مرضها، لكن ماري لم تجب. كانت خائفة من أن تحكي لجدتها عن مغامرتها في الليل.

لم تجرؤ ماري على إخبار جدتها بما رأته في الواد. وأصيبت بعدها بحمى شديدة، استمرت لأسابيع. كان صوت المخلوق يزعجها في كل ليلة، ولا يتركها تنام. بعد مدة، تعافت ماري من مرضها، لكن ماري ظلت تسمع صوت ذلك المخلوق يصدر من نفس المكان كل ليلة حتى يوم زواجها ومغادرة بيت جدتها.

شكرًا على تعليقاتك

نأسف لذلك!

كيف يمكننا تحسينها؟